قلب المؤمن يصوم في رمضان وغيره وصيام القلب يكون بتفريغه من المادة الفاسدة من شركيات مهلكة ومن اعتقاد باطل ، ومن وساوس سيئة ، ومن نوايا خبيثة ، ومن خطرات موحشة .
وقلب المؤمن يصوم عن الحسد ، لأن الحسد يحبط الأعمال الصالحة ويطفيء نور القلب ويُعطّل سيره إلى الله تعالى .
قلب المؤمن يصوم عن الكبر لأنه يفطّر القلب ، فلا يسكن الكبر قلب المؤمن لأنه الحرام ، والكبر خيمته ورواقه ومنزله في القلب ، فإذا سكن الكبر في القلب أصبح صاحب هذا القلب مريضا سفيها ، وسقيما أحمق ، ومعتوها لعّابا .
يقول سبحانه كما في صحيح الحديث القدسي " الكبرياءُ ردائي والعظمةُ إزاري ، من نازعني فيهما عذبته " رواه أحمد وغيره وهو عند مسلم بلفظ آخر .
قلب المؤمن يزهر كالمصباح ، ويضيء كالشمس ، ويلمع كالفجر يزاد قلب المؤمن من سماع الآيات إيمانا ، ومن التفكر يقينا ،ومن الاعتبار هداية.
أخبر عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات عن رجل من أصحابه أنه من أهل الجنة ، فلما سُئل ذاك الرجل بما تدخل الجنه ؟ قال : لاأنام وفي قلبي حسدٌ أو حقدٌ أو غشٌ على مسلم .فهل من قلب يصوم صيام العارفين :
صيامُ العَارفينَ له حنــينٌ إلى الرّحمن ربّ العالمينَـا
تصومُ قُلوبُهم في كلِّ وقتٍ وبالأسْحارِ هم يَسْتغْفِرونا
اللهم اهدِ قلوبنا إلى صراطك المستقيم ، وثبتها على الإيمان يارب العالمين